"لا أمان لكم".. آثار طوفان الشمال على العدو


 

مصطفى عواضة

منذ بدء عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي نفذت المقاومة الإسلامية ما يفوق الألف عملية عسكرية ضد العدو الصهيوني على امتداد الحدود الشمالية مع فلسطين المحتلة آخرها عملية مقر قيادة الفرقة 146 المستحدث، والذي يضم لواء مشاة – لواء مدرعات- لواء مظليين وفوج مدفعية ويبعد 9 كلم عن الحدود اللبنانية الجنوبية.

بعد تصاعد العمليات العسكرية في شمال فلسطين عقب عملية طوفان الأقصى، أشغل العدو المقر الذي يتشكل من قيادة العمليات، قيادة الاتصالات، قيادة الاستخبارات والتشكيلات المولجة حماية المقر، ومهمته العملياتية الحالية هي إدارة الجهد الدفاعي في المواجهات القائمة ضمن القطاع الغربي على الجبهة الشمالية مع لبنان.

الباحث والمتخصص بالشؤون الصهيونية الدكتور محمد شريف نصور رأى في تصريح لموقع “العهد” الإخباري أنَّ” تأثير عمليات حزب الله عند الحدود الشمالية على المجتمع الصهيوني متعدد الجوانب بما فيها القلق الأمني نتيجة هذه الهجمات التي خلقت جواً من القلق وعدم الاستقرار داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة عندما وصل المستوى إلى سن قواعد اشتباك لم يعتد عليها العدو بما فيها تهجير المستوطنين من شمال فلسطين المحتلة.

وأضاف: “استطاعت هذه العمليات أنت تؤثر على الاقتصاد الصهيوني وأن تخلّف خسائر اقتصادية مباشرة، سواء عبر إلحاق الضرر بالبنية التحتية أو الإنتاج الاقتصادي، أو عبر تأثير سلبي على السياحة والاستثمار فضلاً عن التأثير على السياسات الأمنية والعسكرية التي أجبرت العدو على تغيير بعض سياساته الأمنية والعسكرية، بما في ذلك زيادة التحصينات والتدابير الأمنية، وزيادة الإجراءات الاستخباراتية.

سياسياً، اعتبر نصّور أنَّ “فتح حزب الله جبهة مساندة لغزة أدى إلى تغييرات سياسية داخل كيان العدو، مما عزَّز الصراعات السياسية الصهيونية الداخلية وساهم في زعزعة الأمن لاستخدامه في إطار الدعاية والإعلام لتبرير سياساتها العسكرية أو الأمنية، في محاولة لتعزيز روح الوحدة والصمود بين المستوطنين”.

كذلك، زادت عمليات المقاومة بحسب المتخصص في الشؤون الصهيونية من التوترات الدينية والثقافية داخل “إسرائيل”، ويمكن أن يزيد من الانقسامات بين الشرائح المختلفة، خاصة حول الأحقية بأرض الميعاد وإقامة “دولة صهيونية” على أرض فلسطين المحتلة مستشهدين بلعنة العقد الثامن والغضب الآتي من الشمال التي باتت بالنسبة لهم أمراً واقعياً لا مفر منه، الأمر الذي أدى إلى زيادة الهجرة اليهودية من فلسطين إلى بلادهم، سواء بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة أو بسبب الظروف الاقتصادية.

وأشار في حديثه لـ”العهد” إلى أن “هذه العوامل أحدثت تغيرًا جيوسياسيًا في الرؤى الإستراتيجية لـ”إسرائيل” بشأن أمنها وسياساتها الإقليمية ونظرية إقامة دولتها المزعومة من النيل إلى الفرات”.

وشدَّد على أن انخراط حزب الله في الساحة السياسية الإقليمية، وتأثيرها على الأحداث في لبنان وسورية والمنطقة بشكل عام  جعل منه عاملًا يشكِّل خطرًا وجوديًا على “إسرائيل” ويؤدي إلى تحولات في السياسات والتحالفات لديها”.

ولفت في ختام حديثه إلى أنَّ وجود حزب الله والصراع الدائر معه شكل تأثيرًا كبيرًا على الإعلام والثقافة الصهيونية، كما شغل العدو في وسائل الإعلام والفنون والأدب وغيرها من أجل إثبات نظرية “الجيش الذي لا يقهر” إلا أنَّهم لم يفلحوا في ذلك بل أصبحوا مضطرين إلى تجميل هزائمهم الممتدة من تحرير العام 2000 إلى انتصار 2006 فطوفان الأقصى الذي أغرقه اليوم أمام الرأي العام العالمي.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *