الصحف الإيرانية: العالم دخل حقبة جديدة في تحدّي هيمنة الولايات المتحدة


سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء (5/3/2024) الضوء على تحليلات حول الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في إيران. وركّزت على المحاولات المستمرة للتيار المناهض للثورة لإظهار أغلبية معارضًا للنظام. كما اهتمت الصحف بمتابعة الأوضاع الميدانية والسياسية لحرب غزة، والمستنقع الذي أغرق الكيان الصهيوني والولايات المتحدة نفسهما فيه.

أميركا في المستنقع

في التفاصيل، رأت صحيفة “إيران” أنّ: “ظهور طوفان الأقصى كنقطة تحول في تاريخ منطقة غرب آسيا والعالم، أحدث تغييرًا هائلًا في الاتجاهات التي تحكم العالم. فقد استطاع هذا الحدث أن يصوّر حقبة جديدة من تحدي هيمنة الولايات المتحدة، على الرغم من أن الحرب في أوكرانيا سبق أن كانت حافزًا لتغيير النظام الدولي وتغيير مستقبل السياسة العالمية، على نطاق أكثر عمومية”، موضحة أن هذه الحرب إن شككت في وقت واحد، وبأصول وأشكال مختلفة، في قدرة المعسكر الغربي على ضبط هيمنته والأمور المحيطة بها، أظهرت التطورات والصراعات أن الخطر القائم في هذه المناطق قد خلق للغرب مصيرًا غير واضح”، وقالت: “ما أصبح مهمًا، في هذه الأثناء، هو كيف يهدف الغرب إلى التلاعب بالأمن في المنطقة لمنع التعزيز الجيوسياسي للقوى القائمة وتمهيد الطريق لاستعادة الهيمنة في العالم”.

وأشارت الصحيفة إلى أن: “القوى العظمى وبعض اللاعبين المهمين في شرق العالم وجنوبه، يبحثون عن نظام عالمي جديد يقوم على النظام المتعدد الأقطاب، وهذا يتطلب تدمير النظام العالمي المفروض القائم، الأمر الذي تسارع بعد حرب أوكرانيا والتطورات المهمة بعد ذلك في مجال السياسة العالمية، وأظهر الإجماع العالمي على الحصول على أقصى قدر من المنافع الاقتصادية والسياسية خارج المدار الذي يحدده الغرب”. وتابعت: “بعد طوفان الأقصى، أصبحت الحاجة إلى تغيير النظام الدولي أكثر وضوحًا بعد رؤية الدعم الواضح من الولايات المتحدة لجرائم “إسرائيل”، واستغلال موقع الهيمنة لمساعدتها؛ كما أدانت العديد من الدول جرائم هذا الكيان في حين انعزلت أميركا وحلفاؤها الأوروبيون في اتخاذ القرارات لدعمه”.

الصحيفة تحدثت عن تصرفات الناتو والغرب، فمع مرور الوقت وعدم وجود منظور مستقبلي لرسم الحروب، تصبح أهدافهم أكثر صعوبة في الوصول إليها، ونقلت عن محللين قولهم: “لن يصل نتنياهو إلى هزيمة حماس والأهداف المعلنة، ولن يتمكّن الناتو من دفع استراتيجيته في حرب أوكرانيا إلى الأمام وتحصيل ما كانت يخطط له”. ووفقا للصحيفة: “مع احتدام معارك فصائل المقاومة في المنطقة ضد المواقف الأميركية والصهيونية وتورط الولايات المتحدة، بشكل مباشر في عمليات عسكرية ضد هذه الفصائل، فضلاً عن التهديد بالحرب من سلطات العدو ضد لبنان، فإنّ خطر انتشار الحرب في منطقة غرب آسيا يصبح محسوسًا أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، فمن ناحية يشعر البيت الأبيض بالقلق من تطور التوتر والصراع، ومن ناحية أخرى، أدت هجمات المقاومة إلى انخفاض الردع وتهديد مصالحه الاستراتيجية”.

ورأت الصحيفة: “المهم أنه قبل طوفان الأقصى، كان البيت الأبيض في حيرة من أمره في تحديد استراتيجية طويلة المدى وحاسمة في هذه الحرب بسبب الفشل في تحقيق أهدافه في حرب أوكرانيا. هذه القضية أخذت شكلاً مختلفًا بعد طوفان الأقصى، وتسارعت حال الارتباك والفوضى في البيت الأبيض وأوصلته إلى نقطة لا عودة بعدها. والآن، وعلى هذه الخلفية، فإنّ أي تطور للتوتر في منطقة غرب آسيا سيوقع أميركا في هاوية معارك ستؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها من خلال فرض تكاليف لا حصر لها”.

من المطالبة بالمقاطعة إلى التخريب

من جهة أخرى، أشارت صحيفة “وطن أمروز” إلى أنّ: “العديد من الخبراء ما يزالون يحللون سلوك المشاركين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إيران، وذلك بالتزامن مع انتهاء انتخابات الدورة الثانية عشرة للمجلس الإسلامي والدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة”، لافتًة إلى أن: “فرز صناديق الحضر والريف لـ 31 منطقة انتهى، وهناك تحليلات كثيرة حول نوعية الناخبين المشاركين، وخلافًا لفكرة التيارات التخريبية التي رأت المشاركة منخفضة جدًا، فقد شارك في الانتخابات الأخيرة 41% من الأشخاص المؤهلين، وكانت ادعاءات مثل “الفجوة الاجتماعية” و”الانهيار الاجتماعي في إيران بعد أحداث الخريف الماضي” و”انعدام الثقة على نطاق واسع” و”تحوّل النظام السياسي الذي يحكم البلاد” من بين الخطابات التي اتبعتها الوسائل الإعلامية المناهضة للثورة بجرأة وجدية”.

الصحيفة ذكرت أن: “العديد من وسائل الإعلام والجماعات المناهضة للثورة قاطعت الانتخابات الإيرانية، بمعنى آخر، الحركة التي حاولت دائمًا إخضاع قضايا إيران الكبرى لتأثير دعايتها، التزمت الصمت التام في هذه الانتخابات”، وقالت: مركز أبحاث حركة الثورة المضادة رأى أنه طالما أن هذه الحركة ووسائل الإعلام التابعة لها لا تنشر محتوى حول قضية ما، فسيتجاهل المجتمع هذه القضية ولن يتخذ أي إجراء ميداني. وبناء على هذا التحليل، اتبعت استراتيجية عدم المبالاة والمقاطعة تجاه الانتخابات البرلمانية الإيرانية منذ البداية. إن التيار التخريبي بحجة أن عدم دخولنا سيمنع تشكّل قوى منتخبة متعددة في إيران، قد تبنى سياسة الصمت حتى لا تصبح الأجواء انتخابية أو ما يسمى بالمجتمع الانتخابي…ولكن في هذه الانتخابات، تبين أن عامة الناس قد تجاوزوا وسائل الإعلام المناهضة للثورة، إذا كان لهذه وسائل الإعلام ذات يوم وظيفة تشكيل تحزّبات الفوضى في إيران، فالآن بسبب انعدام الثقة بها على نطاق واسع في المجتمع وأكاذيبها المتكرر، فإنّ وظيفتها صارت ضعيفة”.

الأبعاد المختلفة للانتخابات

بدورها، كتبت صحيفة “جام جم”: “تُعَد انتخابات المجلس التي أجريت واحدة من أكثر الانتخابات ديمومة في تاريخ جمهورية إيران الإسلامية، وذلك لأن المشاركة الشعبية الواسعة النطاق كانت بمثابة رسالة إلى المجتمع الدولي”. وقالت: “ينبغي لنا التذكر أنه، في الأشهر الأخيرة، حاولت نحو 260 شبكة فضائية منع الناس من المشاركة في الانتخابات من خلال تشويه صورة الشخصيات العامة، ولهذا السبب، فقد وضعوا سلسلة من الأكاذيب على جدول الأعمال. ولكن في 1 آذار/مارس، كان للشعب الإيراني صاحب الرؤية، وخاصة الناخبين لأول مرة، وكان له حضور قوي في الانتخابات وخيّب أملهم. وبطبيعة الحال، إلى جانب هذه الرسائل، وجود الشعب له أيضًا معنى آخر، ويظهر أن الشعب الإيراني أعطى شرعية جديدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأن الجيل الجديد ظهر أيضًا في الانتخابات بشكل كبير وأدلوا بأصواتهم”.

وتابعت الصحيفة: “يعدّ هذا النهج علامة على الدعم الشعبي واصطفاف الشعب والمجموعات المختلفة مع جمهورية إيران الإسلامية. وفي الانتخابات الأخيرة، أثبت الشعب الإيراني أنه لا يتأثر بالشؤون الجارية، وعلى الرغم من مشاكل الداخل الاقتصادية، فهم دائمًا يحمون قيم الثورة. وكان لهذه الانتخابات أيضًا أبعاد إقليمية، إذ إن المنطقة تتغير ونشهد سلسلة من الصراعات فيها، وخاصة في فلسطين المحتلة، لذلك لا بد من التأكيد على أن هذه الانتخابات كانت ذات معنى، وكانت تحمل رسائل كثيرة للأصدقاء والأعداء”.
(12:59:47 PM) خلي عينك عالاقليمي

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *