تناقض حاد في لبنان بين الإقبال على السفر في العطل وواقع الحرب جنوباً



الأنباء الكويتية: بيروت – جويل رياشي-

بدأ الترويج باكرا من قبل مكاتب السفر والسياحة في لبنان، لبرامج عطلات خاصة بعيدي الفصح «عند الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي» والفطر، نهاية الشهر الجاري وفي الثلث الأول من الشهر المقبل.

 

الإعلانات انتشرت على منصات ووسائل التواصل الاجتماعي، وأخرى وجهت بالبريد الالكتروني لزبائن سبق لهم السفر مع عدد من المكاتب، فسجلت الأخيرة عناوينهم ضمن «الداتا» الخاصة بها.

 

وتقول مايا التي تعمل مستقلة بعد تجربة امتدت ربع قرن في شركة سفريات معروفة: «قد يفاجأ البعض في الاعلانات الترويجية، لكنني أجزم اننا نواجه صعوبة في تلبية طلبات الزبائن، بسبب نفاد تذاكر الطيران في الفترة التي تسبق وتلي المناسبات، فضلا عن اكتمال الحجوزات على العروض الخاصة، ما يعني تاليا عدم إفادة الزبائن من تخفيضات في الأسعار، لنفاد الغرف في المنتجعات السياحة والفنادق، وبقاء تلك غير المشمولة بالعروض، والتي ترتفع أسعارها في مناسبات مماثلة».

 

وتضيف السيدة التي باتت تعمل من منزلها، وتتلقى التحويلات المالية من الزبائن التي تعرفهم جيدا عبر شركات تحويل الأموال، «ان الطلب ارتفع. هناك فئة من الناس تختار الرفاهية، ربما تعويضا لضياع قسم كبير من مدخراتهم في المصارف، فقرروا ان يعيشوا اللحظة ويستمتعوا بأيامهم». ولاحظت ان قسما لا بأس به من الزبائن استغنى عن طلب خدمة النقل العام في البلدان الأوروبية: «يسألون عن سعر التاكسي الخاص، ويطلبون فنادق قريبة من أماكن السهر والترفيه والمعالم الأساسية، في قلب المدن المهمة».

 

وغالبا ما يكون الدفع نقدا ومسبقا، رغم ان بعض الشركات تحاول جذب فئة من غير الميسورين بالإعلان عن تقسيط لبعض العروض. الا ان نسبة الحجوزات كبيرة، سواء لتمضية العطلة في أوروبا او تركيا او شرم الشيخ والقاهرة، أو لدى الأقارب والأصدقاء في عدد من دول الخليج، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية التي يمكن الدخول اليها بتأشيرة «شينغن» أوروبية سبق للمسافر أن استعملها مرة واحدة على الأقل في دولة أوروبية.

 

وتأتي التحضيرات متناقضة مع واقع بعض مناطق البلاد التي تشهد مواجهات عسكرية مع العدو الإسرائيلي، ونزوحا من عدد من البلدات وقرى المواجهة مع فلسطين المحتلة.

 

وكذلك تترافق التحضيرات الخاصة بالسفر لتمضية عطل الأعياد، مع حركة كثيفة في المطاعم والمقاهي على طول الساحل اللبناني، من بيروت إلى البترون.

 

في هذا الإطار، تحدث خضر صاحب مطعم «لو كاب» المتخصص بتقديم المأكولات البحرية في ميناء عمشيت «عن إقبال غير معهود من زبائننا الدائمين وآخرين جددا، فقلبنا (تعبير يشير إلى استخدام لأكثر من مرة ضمن فترة واحدة خاصة بالغداء او العشاء) الطاولة مرارا في عطلة نهاية الاسبوع أيام الجمعة والسبت والأحد (…) اعتدنا على ضغط العمل في مواسم الذروة، لكن الحركة لافتة في هذه الفترة من أيام السنة. وعسى خيرا لمرافق سياحية تحتاج إلى جرعات أوكسيجين لتواصل مسيرتها».

 

والشيء عينه في مطعم يقدم المأكولات على أنواعها في جونية على الطريق البحرية المؤدية إلى مينائها. وأفاد أحد الشركاء في المطعم، «إننا فتحنا باكرا التراس الصيفي الذي يتسع لزهاء 1500 شخص»، فضلا عن الصالة الشتوية التي تستوعب المئات». وقال ان الحركة كثيفة في المطاعم المجاورة بالمنطقة.

 

اختار قسم من اللبنانيين تمضية العطلات في الخارج، فيما يعول البعض من المقيمين في دول الخليج وبلدان الانتشار غير البعيدة، على تمضية فترة العطل مع الأهل، مع السؤال باستمرار عن الوضع الأمني وحركة المطار.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *