في عاشر أعوام الصمود.. السيد القائد الحوثي يضع شروطًا خمسة للسلام مع السعودية


تسع سنوات مضت منذ بداية العدوان على اليمن بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وتنفيذ الوكيلين الإقليميين السعودية والإمارات”، وبمشاركة دول غربية وعربية.

الصمود كان ولا يزال عنوان الموقف الحق للشعب اليمني، وهو ما أثمر بعون الله وتأييده ثباتًا ونصرًا وقوة وعزيمة.

تضحيات اليمن في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال كانت جسيمة، وحجم ما دمره العدوان من منازل ومنشآت عامة وخاصة فوق الوصف، لكن الإنجازات في الميادين العسكرية والأمنية والسياسية رجحت الكفة وأعادت الاعتبار ليمن الإيمان والحكمة، ونتائج المواجهة المباشرة، أعادت صياغة المعادلات الإقليمية بعد التقاء الساحات وكسْر القدرات النوعية اليمنية قيود الجغرافيا لتهدّد أمن الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة انتصارًا لغزّة ومظلوميتها غير المسبوقة.

الأسابيع التي تعهد خلالها ولي عهد السعودية لمشغليه الأميركيين أن يحسم مهمّة إخضاع اليمن والسيطرة على شعبه ومقدراته تحولت إلى عقد من الزمن، ولا نتيجة تذكر أو نصر يعتد به، مع كل محاولات جحافل الغزاة الأجانب ومرتزقة الداخل المدعومة بغارات تجاوزت مائتين وأربعة وسبعين ألف غارة وسياسة الحصار والتجويع وفرض الحظر الجوي على المطارات والموانئ البحرية.

في المناسبة العظيمة قدم قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي جردة حساب، لفت فيها إلى الإحصائيات الرسمية عن أعداد الضحايا التي تجاوزت خمسين ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال بفعل الغارات ومئات الآلاف من الجرحى والشهداء الذين قضوا نتيجة تداعيات العدوان والحصار. ولفت أيضًا إلى المنازل والمنشآت العامة والخاصة التي طالها القصف والتدمير ليدحض بذلك ذرائع العدوان ومزاعم حماية الشعب اليمني والحفاظ على مقدراته، إذ ما هي المصلحة الوطنية للشعب اليمني عندما تدمر الطائرات السعودية الإماراتية بالقنابل الأميركية والبريطانية الفتاكة أكثر من نصف مليون منزل؟ وما هو الهدف من استهداف الجامعات والمدارس والمستشفيات غير تجهيل الشعب اليمني وتعميق معاناته ومحاولات طمس تاريخه وهويته باستهداف المواقع والمعالم الأثرية في عموم المحافظات؟
وما يجلي بوضوح عدوانية الأعراب وأهدافهم السيئة والحاقدة، هو استهداف المطارات والموانئ والطرق والجسور ومحطات الكهرباء وشبكات المياه وخزانات المياه وكلّ  معالم ومقومات الحياة لإلحاق أكبر قدر من الضرر بالشعب اليمني.

على صعيد المواجهة البرية استطاع اليمن أن يمتص صدمة التحالف وأن يقلب الطاولة عليه بعد التحول من وضعية الدفاع إلى الهجوم الكاسح والواسع والذي توج باستعادة محافظات بأكملها وأسر الآلاف من المرتزقة. وهو تطوّر حاسم إلى جانب تزخيم العمليات الصاروخية والطيران المسير على منشآت ارامكو ما فرض على السعودية أن تنتهج سياسة التهدئة وتدخل في مرحلة خفض التصعيد.

وفي جردة حساب خسائر المعتدين خلال حرب السنوات التسع الماضية أكد السيد عبد الملك الحوثي أن عدد القتلى والمصابين في صفوف تحالف العدوان وصل إلى  282,879 فيما بلغ عدد الآليات والمعدات المستهدفة والمدمرة 18,397، ذاكرًا أنه في 4585 عملية استطاعت الدفاعات الجوية اليمنية أن تسقط نحو 165 طائرة حربية واستطلاعية مع قطع شوط كبير في البناء والتطوير وتحديث مديات الصواريخ ارض جو والمنظومات الدفاعية التي انتشرت على مساحات أكبر في الجغرافية اليمنية.

أما العمليات الصاروخية فيؤكد السيد القائد أنها بلغت 1828 عملية منها 1237 عملية ضمن العمليات العسكرية والقتالية و589 خارج الحدود، بينما بلغت عمليات سلاح الجو المسير 12009 عمليات هجومية واستطلاعية منها قرابة الألف عملية خارج الحدود.

هذه العمليات مصحوبة بالعمليات البحرية التي استهدفت سفنًا وفرقاطات سعودية واماراتية أربكت خطط الأعداء بفضل الله واستنزفت أموالًا باهظة من خزائنهم كما وأحدثت شرخًا بين السعودية وداعمها الأميركي لعجز دفاعات الأخير عن حماية عصب الاقتصاد السعودي والضرع الحلوب للبيت الأبيض.

تحرك يماني كبير افشل مساعي تدمير القدرات العسكرية، وفتح آفاقًا كبيرة ومسارات متصاعدة للتصنيع العسكري، ورغم الحصار الخانق على اليمن والظروف الاقتصادية الصعبة نتيجة قطع المرتبات والاستئثار بعائدات النفط والغاز إلا أن دائرة التصنيع العسكري حققت اكتفاء ذاتيًّا من الكلاشينكوف إلى الصواريخ المجنحة والباليستية، والقادم اعظم بعون الله لتحقيق الحرية التامة وهو الهدف الأسمى للشعب اليمني.

وبعد هذه المرحلة وما تحقق فيها من إنجازات وقدم فيها من تضحيات فاليمن حريص على التفاهم والسلام مع كلّ الدول العربية والإسلامية لا بل والتعاون والاصطفاف لمواجهة العدوّ الإسرائيلي ووقف جرائم حرب الإبادة والتجويع في غزّة. والسعودية وتحالفها العربي المزعوم مطالبة بالانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى استحقاقات السلام بخطوات عملية وجادة لتنعم بالأمن والأمان.

ولتحقيق ذلك وضع السيد عبد الملك شروطا خمسة: “إنهاء العدوان، وإنهاء الحصار، وإنهاء الاحتلال، وتبادل الأسرى، وجبر الضرر ودفع التعويضات باعتبارها استحقاقات واضحة ومنصفة لمن أراد السلام وتجنب ويلات الحرب والعدوان”، وإلا فاليمن لن يوفر جهدًا لردع المعتدين وتحقيق تطلعات شعبه في الحرية والاستقلال.

وعاشر أعوام الصمود الاسطوري يقتحمه الشعب اليمني بالقدرات العسكرية المتطورة والجيش المنظم الذي يجمع بين التجربة الفعلية والبناء لانتزاع الحقوق المشروعة ومساندة فلسطين الأرض والإنسان والمقدسات.
 

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *